فصل: قال القنوجي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال القنوجي:

سورة الفتح تسع وعشرون آية.
كلها مدنيّة بالإجماع، قاله القرطبي.
وقال مروان ومسوّر بن مخرمة: نزلت بين مكة والمدينة في شأن الحديبية وهذا لا ينافي الإجماع، لأن المراد بالسّور المدنية السّور النازلة بعد الهجرة من مكة.
الآية الأولى:
{هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابًا أَلِيمًا (25)}.
{وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ}: يعني المستضعفين ممن آمن بمكة.
ومعنى: {لَمْ تَعْلَمُوهُمْ}: لم تعرفوهم. وقيل لم تعلموا أنهم مؤمنون.
{أَنْ تَطَؤُهُمْ}: بالقتل والإيقاع بهم، يقال: وطئت القوم أي أوقعت بهم. وذلك أنهم لو أخذوا مكة عنوة بالسيف لم يتميز المؤمنون الذين هم فيها من الكفار، وعند ذلك لا يأمنوا أن يقتلوا المؤمنين فتلزمهم الكفارة وتلحقهم سبة.
وهو معنى قوله: {فَتُصِيبَكُمْ}، أي من جهتهم.
{مَعَرَّةٌ}: أي مشقة بما يلزمكم في قتلهم من كفارة وعيب.
وأصل المعرة: العيب، مأخوذة من العر وهو الحرب. وذلك أن المشركين سيقولون إن المسلمين قد قتلوا أهل دينهم.
قال الزجاج: معرة أي إثم، وكذا قال الجوهري- وبه قال ابن زيد-.
وقال الكلبي ومقاتل وغيرهما: المعرة كفارة قتل الخطأ.
وقال ابن إسحق: المعرة غرم الدية.
وقال قطرب: المعرة الشدة، وقيل: الغم.
{بِغَيْرِ عِلْمٍ} متعلق بأن تطئوهم أي غير عالمين. وجواب لولا محذوف أي لإذن اللّه عز وجل لكم، أو لما كف أيديكم عنهم. اهـ.

.من مجازات القرآن في السورة الكريمة:

قال ابن المثنى:
سورة الفتح:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
قوله جل ثناؤه: {عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ} (6) تدور عليهم قال حميد:
ودائرات الدهر أن تدورا

{وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} (9) {تعزّروه}: تعظّموه..
{وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا} (12) هلكى..
{وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ} (25) محبوسا واحدها في قول أبى عمرو بن العلاء هدية مثل جدية السّرج والرّحل وهما البدادان، وعامة العرب يقولون:
هدية وهدايا..
{فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ} (25) جناية كجناية العرّ وهو الجرب..
{لَوْ تَزَيَّلُوا} (25) لو انمازوا..
{الْحَمِيَّةَ} (26) يقال: حميت أنفى حميّة ومحميّة وحميت المريض حميّة، وحميت القوم العدو والحمى منعتهم حماية قال الفرزدق:
كأن ربيعا من حماية منقر ** أتان دعاها للوداق حمارها

وأحميت الحمى جعلته حماء لا يدخل وأحميت الحديدة وأحميت النار وأحميت الرجل أغضبته علىّ إحماء..
{ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} (29) والعرب قد تبدأ بالشيء ثم تجىء ما يكون قبله بعده قال لبيد:
فوضعت رحلى والقرأب ** ونمرقى ومكانهن الكور والنّسعان

{أَخْرَجَ شَطْأَهُ} (29) أخرج فراخه يقال: قد أشطأ الزرع فهو مشطىء إذا فرّخ..
{فَآزَرَهُ} (29) ساواه، صار مثل الأمّ.
{فَاسْتَغْلَظَ} (29) غلظ..
{فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ} (29) الساق حاملة الشجرة. اهـ.

.فصل في التفسير الموضوعي للسورة كاملة:

قال محمد الغزالي:
سورة الفتح:
عاد المسلمون من عمرة الحديبية وقلوبهم كسيرة، كانوا يؤملون في زيارة البيت الحرام والطواف بالكعبة المشرفة والسعى بين الصفا والمروة، فلم يتحقق أملهم، وهاهم أولاء يعودون من مكة بعد مفاوضات شاقة مع المشركين ذاقوا فيها العنت، وكادت الحرب تنشب بين الفريقين لولا حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبينما هم يعودون أدراجهم إلى المدينة، نزلت سورة حافلة بالبشريات {إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا}.
نصر! نعم ما وقع كان نصرا! وكان بداية الفتح العظيم. ما وقع كان بدء انطلاق الدعوة وزوال العوائق من أمامها، إنه بعد الشروط التي أملاها المشركون على النبى، وقبلها المسلمون كارهين، اتسعت دائرة البلاع وزاد الداخلون في الإسلام، واعترف بالدولة الإسلامية على أنها كيان قائم يأخذ لنفسه ولربه ما يريد، ولم يمض عامان حتى استسلمت مكة لصاحب الرسالة وهو يقود عشرة آلاف مقاتل، وتحطمت الأصنام التي غبرت قرونا تعبد من دون الله، وعلت راية التوحيد، وأذن بلال فوق الكعبة! إن حكمة الرسول في الحديبية آتت كل هذه الثمار فيما بعد، ولذلك بشره الله بالمغفرة والنصر، ثم امتدت البشرى إلى جمهور المؤمنين: {هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار}. أما أعداؤهم فلهم الويل في الدنيا والآخرة، سينهزمون ويسقط بينهم علم الشرك ولن تغنى عنهم قوتهم ولا حميتهم، فإن أحدا لن يغلب الله {ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما}.
وقد بعث الله محمدا بالحق ليمحو الجاهلية، ويبنى أمة تقوم بالتسبيح والتحميد! وكان الصحابة الأقدمون طليعة هذه الأمة العابدة المجاهدة وقد بايعوا على الموت في ساعة الحرج! ما تخفف منهم أحد. ولا عجب، فهم يحيون لله ويموتون في سبيله، ومن ثم قال الله فيهم {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما}.
ولقد صدقوا لله جميعا فأعلن رضاه عنهم، وكافأهم بالخير العاجل والآجل {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ومغانم كثيرة يأخذونها}. إن سورة الفتح نزلت مع عودة المسلمين إلى المدينة فطمأنتهم وأراحتهم، ثم كشفت لهم حقيقة القوم الذين تخلفوا عن الخروج معهم، وعلمتهم ما يقولون لهم وما يؤدبونهم به. لقد قرر المسلمون العمرة، واستعدوا للخروج، والمنافقون من أهل المدينة يقولون في أنفسهم: لن يعودوا، ستؤدبهم قريش وتنزل بهم هزيمة نكراء! والغريب أن هؤلاء المنافقين لم يستفيدوا أي درس من هزيمة الأحزاب الذين فشلوا في اقتحام المدينة. ويبدو أن النفاق متغلغل في أعماقهم، فهم يتربصون الدوائر بالمسلمين، ويفسرون الأحداث بما يكمن في نفوسهم من غل، فإذا أحرجوا لجئوا إلى الكذب.
{سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا بل كان الله بما تعملون خبيرا بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا}.
والمنافقون أعرف بطبائع المشركين، لأنهم ذرية بعضها من بعض. وقد أدركوا أن قريشا لن تأذن للمسلمين بدخول مكة، وأنه إذا دار قتال فسوف ينهزم المسلمون فيه لأنهم قفة. ولا ريب أنهم فوجئوا بعودة المسلمين سالمين، وأن العمرة المنشودة أخلت للعام القادم، وأن الله مكر للمسلمين ورتب الأمور بما يضمن لهم الخير والفوز.
{ولله ملك السماوات والأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله غفورا رحيما}.
ومن رحمة الله أنه أبقى باب التوبة مفتوحا لمن شاء العودة إلى الله من المنافقين! لكنه اشترط عليهم أن يتركوا عبادتهم للدنيا، وحرصهم على المنفعة الخبيثة ورغبتهم في اللعب على الحبلين!!
ولن تصح توبتهم إلا إذا قاتلوا الكفار الأشداء، وثبتوا في حربهم.
{قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما}. قن هؤلاء أولو البأس الشديد؟ قيل: هم هوازن وثقيف يوم حنين. وقيل هم قبيلة مسيلمة الكذاب بنو حنيفة المرتدون. وقيل هم الفرس والروم. وأيا ما كانوا، فإنه قتال يحتاج إلى الفداء والصبر، وبذلك يختفى كل أثر للنفاق! وقد حاول المخففون أن يشاركوا المسلمين في قتال خيبر لينالوا من غنائمها، ولكن الله أبى ذلك، فما وصف اليهود بأنهم أولو بأس؟ وانتصاراتهم في هذه الأيام العجاف إنما كانت على علمانيين أو قوميين لا يرفعون للإسلام علما، ولا يرجون من الله تأييدا! {سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا}. إن فتح خيبر والاستيلاء على ثروتها جعله الله مكافأة لمن حضر الحديبية، وقد تم لهم ذلك بعد 40 يوما من عودتهم. كان فتح خيبر بعد زهاء عشرين سنة من بدء الدعوة الإسلامية، وخيبر أقوى وأغنى المستوطنات اليهودية شمالىّ الحجاز، وبالقضاء عليها سقطت راية اليهود وانتهت الدويلات التي أووا إليها في هذه البقاع، واستراحت الدنيا من عربدة اليهود حين تقوم لهم سلطة! إنهم ما خدموا الوحى الذي أنزل عليهم، ولا شرفوه بمسلك نبيل، ولا حاولوا إنقاذ العرب من الوثنية التي شاعت بينهم، بل على العكس ظاهروا الوثنية ضد نبى التوحيد وتمنوا أن يعود المسلمون إلى عبادة الأوثان وألا تقوم لهم قائمة! آفة اليهود أنهم جعلوا الدين قومية لهم أو شارة تميزهم عن غيرهم، وكأن الله رب إسرائيل خاصة وليس رب الناس أجمعين. وعندما زعموا لأنفسهم منزلة خاصة عند الله لم يقدموا لهذا الإله ما يقربهم عنده زلفى، بل أشاعوا الخنا والربا وعبدوا الحياة الدنيا، كأن الدين تركة آلت إليهم ليستكبروا على الشعوب!! ومع أن النبى العربى حاسنهم أول ما هاجر إلى المدينة ونزل بجوارهم، فقد بيتوا له الشر وأضمروا الغدر، فنزل قوله تعالى: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير}. ولقد أتى الله بأمره، وعاقب اليهود مرة بعد أخرى علهم يرعوون! فلما أصروا على بغيهم أسقط آخر حصونهم أول السنة السابعة من الهجرة، وجردهم من القوة التي كانوا يعتمدون عليها في بغيهم، وجعلهم وأموالهم مغنما للمسلمين الذين كانوا يجرون أقدامهم جرا من الإعياء والمسغبة.
{وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطا مستقيما}. وقد جعل الله هذا الخير لمن سار معه إلى الحديبية وبايع تحت الشجرة!! وقد بينت سورة الفتح الحكمة الإلهية في رفض الرسول مقاتلة المشركين في مكة. إنه لو قاتلهم لأنزل بهم هزيمة ثقيلة كما قال تعالى: {ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا}. فلم إذن تركهم؟ لتبقى أولا للحرم مكانته المتوارثة، ولأمر آخر خطير، فإن الإسلام فشا في كل مكان، واعتنقه ناس كثيرون في مكة نفسها، ولكن ضغط الكفر جعلهم يسرون إيمانهم نحافة أن يفتك بهم فلو دارت رحى الحرب وأعمل المسلمون السيف في أهل مكة لشمل الأذى هؤلاء المؤمنين المجهولين، وقتلوا مظلومين. قال تعالى: {ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما}. وعلى كل حال فإن المسلمين الذين منعوا من أداء النسك في السنة السادسة، تمكنوا من أدائه في السنة السابعة ثم دخلوا مكة فاتحين في السنة الثامنة! كم قتيلا سقط خلال! هذه السنين؟ عدد يحصى على الأصابع!!
إن الإسلام ضنين بالخسائر في الأرواح من الفريقين. ولو أحصى القتلى منذ بدأ الإسلام دعوته إلى أن أقام دولته، لكانت أقل كثيرا جدا من القتلى الذين سقطوا في مذبحة (سان بارثليميوا) في ليلة واحدة بين الكاثوليك والبروتستانت.. ولكن ديننا مبتلى بالأفاكين ومروجى الإشاعات الفاجرة!! وفى الأحداث التي وقعت، من الحديبية إلى ما بعدها، يقول الله تعالى: {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا}. ثم جاءت هذه الآية التي نطيل النظر إليها {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا}.
صريح هذه الآية أن النصر حليف الإسلام فيما مضى وماتقى من الزمان، وأنه حتى تقوم الساعة سوف تبقى راية الإسلام خفاقة، كما جاء في الحديث «أمتى كالغيث لا يدرى أوله خير أم آخره» لكن النصر له مؤهلات لابد من توافرها في الجيل الذي يحرزه، فمن فقد هذه المؤهلات لم يتحقق له أمل، ولا يلومن إلا نفسه ولن يضر الله شيئا. والآية التي ختمت سورة الفتح شرحت خواص الأمة المنتصرة الوارثة قال تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم}. وأقف عند هذه الجملة لأوازن بين وضعين قرأتهما في أسبوع واحد! قرأت أن إحدى الحكومات العربية قتلت في إحدى حملات التطهير ثلاثة عشر أصوليا من المسلمين!! وقرأت كذلك أن الوسيط الأمريكي بين سوريا وإسرائيل عرض على اليهود أن سوريا ستبذل جهدها في البحث عن أربعة أو خمسة جنود يهود قتلوا أو جرحوا أو أسروا في لبنان من بضع سنين. إن إسرائيل تريد جثثهم إن كانوا موتى وتريد أشخاصهم إن كانوا أحياء. إن الشعب اليهودي حريص على أبنائه أشد الحرص!! لقد قارنت الخبرين وعرفت الفرق في هذا العصر بين الأمتين!! كنا قديما كما وصف الله {أشداء على الكفار رحماء بينهم}.
أما اليوم فقد انتقلت هذه الصفة إلى غيرنا، فما نتراحم، بل نتزاحم على أسباب الخصام، فمن ظفر بأخيه أزهق روحه، وكما قيل: سريع إلى ابن العم يلطم خده وليس إلى داعي الندى بسريع!! فكيف يقترب النصر؟! وبم تستحق الأمة ميراث الأرض؟!. اهـ.

.في رياض آيات السورة الكريمة:

.فصل في أسرار ترتيب السورة: